البنك

بنك أرشيف مصر

بنك المنوعات

حكايات البنك .. عبد الناصر وقرار التوصية بعدم قبوله في الكلية الحربية

حكايات البنك تقرير يومي يقدمه موقع بنك أرشيف مصر لقراءة ومتصفحيه.. يرصد فيه حكايات وحواديت زمان.. من الثلاثينات وحتى بداية القرن الواحد والعشرين.

حصل الطالب جمال عبد الناصر على شهادة البكالوريا “قسم أدبي” ، واتخذ قراره بالإنضمام للكلية الحربية وهو الحلم الذي كان يحلم به من أجل استرداد الأرض والكرامة.

ذهب “عبد الناصر” من أجل الخضوع للكشف الطبي ، ونجح في هذا الاختبار وخاصة أنه جسده كان رياضي وطويل القامة وقوي البنية ، لتبلغه اللجنة بموعد اختبار الهيئة.

الصدمة

وصلت تقارير سرية إلى اللجنة الخاصة بالكلية الحربية التي تشرف على اختبار الهيئة ، بأن جمال عبد الناصر كان له نشاط سياسي وسبق له أن قاد مظاهرات طلابية في الثانوية العامة ، وأن التوصية جاءت بعدم قبوله.

انتظر عبد الناصر مع زملائه للدخول من أجل اختبار الهيئة ، وقف أمام اللجنة ووجه له المتواجدين أسئلة تلمح له بأنه لن يتم قبوه في الكلية الحربية.

سأله رئيس اللجنة عن اسمه ووظيفة والده وبلده وإذا كان أحد من عائلته كان ظابط في الحربية وأملاكهم ، ليرد عبد الناصر بأن والده مجرد موظف بسيط ومن الفلاحين ولا يوجد أي أحد من عائلته في الجيش وعائلته لا تملك أي أملاك.

خرج الشاب عبد الناصر مقتنعاً بأنه تم رفضه وأن الكلية الحربية لن تضم سوى أولاد الذوات والطبقة الغنية ، ليتجه لدراسة القانون وهو الأمل الوحيد بالنسبة له من أجل تحقيق هدفه الوطني ، وظل يحلم بالالتحاق بالجيش.

تجدد الأمل

أعلنت الكلية الحربية أنها ترغب في دفعة جديدة من الطلبة للالتحاق بالجيش وذلك بعد 5 أشهر فقط من عدم قبوله ، ليتجه من جديد ولكن هذه المرة إلى منزل وكيل وزير الحربية المصرية إبراهيم خيري باشا وتحدث معه مستغلاً حب هذه الشخصية بتربية الكوادر الوطنية.

ليعجب اللواء خيري بحماسة الشاب عبد الناصر وقوته ، وكشف له الأخير عن سبب عدم قبوله في المرة الأولى بالكلية الحربية ، ليطمئنه اللواء .

وفي اليوم التالي أثناء اختبار الهيئة ذهل جمال عبد الناصر عندما وجد اللواء خيري متواجد على رأس اللجنة التي تجري الاختبار ، ليقرر قبوله على الفور ويبدأ مرحلة هامة في حياته.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *