البنك

بنك أرشيف مصر

بنك الأرشيف

حكايات البنك.. عندما عوقب بطل مصر لمصافحته ملكة هولندا!

حكايات البنك تقرير يومي يقدمه موقع بنك أرشيف مصر لقرائه ومتصفحيه.. يرصد فيه حكايات وحواديت زمان.. من الثلاثينات وحتى بداية القرن الواحد والعشرين.

كان سيد نصير بطل مصر في الاوليمبياد وأنشد فيه أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة شعرية بعد عودته من امستردام صيف 1928 متوجا بميدالية ذهبية في رفع الأثقال، لكن ماذا حدث لهذا اللاعب بعد عودته إلى عمله الأساسي!.

كان سيد نصير موظفا بسيطا في وزارة الشئون الاجتماعية، وفور عودته إلى عمله تم إخباره بأن رئيس الأرشيف (مديره) يسأل عنه يوميا، تاركا رسالة له بضرورة الحضور إليه فورا.

ظن نصير في بداية الأمر، أن مديره يريد الاحتفاء به، ولم لا، فهو الذي كان في الليلة الماضية نجم حفل بنادي الجزيرة حضره رئيس الوزراء والوزراء والنبلاء من الاسرة المالكة، على شرف الميدالية الأوليمبية التي حصدها، إلا أنه وجد استجوابا عن سبب الغياب.

وعندما أجاب نصير بأنه كان يلعب في هولندا، قرر رئيس الأرشيف معاقبته بالخصم شهرا، قبل أن يخبره نصير بأن كل الصحف نشرت صورته وهو يصافح ملكة هولندا، فما كان من الأخير سوى خصم نصف شهر آخر بسبب عدم الحصول على إذن رسمي من المصلحة لمقابلة ملكة هولندا..

الحقيقة وقبل أن نكمل القصة، فإن “الباشكاتب” مدير نصير المباشر، لم يكن يعلم بالأمر، لم يكن يعلم في الاساس معنى الأولمبياد، كان يتحدث بحسن نية ويصدر قراراته بناء على عدم معرفة.

عندما خصم مدير نصير راتب نصف شهر آخر لعدم حصوله على اذن رسمي لمقابلة ومصافحة ملكة هولندا، اشتد غيظ البطل الأوليمبي، فأخبر مديره بأنه التقى رئيس الوزراء والوزراء والنبلاء وصاحب المعالي وزير الحربية و و و معددهم بالاسم والصفة..

لم يتحمل مدير نصير هذا الأمر فخرج مسرعا من مكتبه متوجها إلى مكتب زملاء نصير وجدهم ينشدون أشعار أحمد شوقي ، خرج لغرفة أخرى وجد الزملاء يتهامسون في بطولة نصير، الحقيقة لم يتحمل “الباشكاتب” الصدمة، فوقع على الأرض مغشيا عليه، ليطلب فور إفاقته السفر إلى أمستردام!.

هذه القصة التي رواها الكاتب الكبير عبد الرحمن فهمي في أقاصيصه الرياضية، أتبعها بنكتة سخيفة مماثلة حدثت في الجزائر بفارق زمني 64 عاما وبالتحديد عام 1992، عندما عادت حسيبة بوالمرقة والتي تعد اعظم رياضية عربية في تاريخ البشرية الى الجزائر بعد المشاركة في أولمبياد برشلونة، حاملة الميداليات الذهبية لألعاب القوى النسائية، ضاربة كل الأرقام القياسية.

استقبل بو المرقة استقبال الابطال رسميا وشعبيا ووجدت الاحتفاء اللازم، وعندما ذهبت لمنزلها فوجئت بالشركة الوطنية الجزائرية للبناء الميكانيكي والتي كانت تعمل بها، قد أرسلت خطاب فصل من الوظيفة بسبب غيابها عن العمل لمدة 15 يوما.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *