البنك

بنك أرشيف مصر

بنك المنوعات

كيف ودعت مصر أشهر مكتشفي الكنوز الأثرية الذي وقف أمام فتنة الفرنسيين .. صور

إنه أحمد كمال باشا ، الذي تخرج من مدرسة “اللسان المصري” لتعليم اللغة المصرية وهو الوحيد من بين زملائه الذي إشتغل بالآثار وعمل في المتحف المصري كأمين مساعد.

ويعتبر كامل باشا هو أول مؤرخ مصرى يكتب في تاريخ مصر وحضارتها القديمة كتابة علمية سليمة، وعلى يديه ظهر جيل من كبار علماء التاريخ والآثار.

فتنة الاحتلال الفرنسي

Image may contain: outdoor

تم تعيين أوجست مارييت مديراً للأثار المصرية عام 1858 ، ليهيمن على إدارة الكنوز المصرية ورفض تعيين عدد من المصريين في المصلحة ، وأمر بإغلاق مدرسة تعليم الأثار المصرية.

لتشتعل الإحتجاجات ضد مدير الأثار المصرية ، لتقوم الإدارة الفرنسية بتحريض علماء وطلبة الأزهر ضد المصريين الذين يعملون في الأثار واقنعوهم بأن هذه الكنوز أصنام ولغة الفراعنة لغة قبطية مسيحية وأن من يعمل في هذه الوظيفة مرتد وكافر.

ليقف أحمد باشا كامل وزملائه في وجه هذه الفتنة التي كادت أن تعصف بمصر المحروسة ، ليهجر الشباب المصري هذا التخصص وعملوا في وظائف أخرى بعيدة عن الأثار.

وبعد 10 سنوات وافق الخديوي اسماعيل في عام 1873 على تعيين أحمد كامل في وظيفة أمين مساعد بالمتحف ، ليصبح أول مصري يتقلد هذا المنصب وعمل به حتى بلغ الـ 60 من عمره.

نقلة جديدة في حياة كامل باشا

Image may contain: 4 people, people standing

توفى الفرنسي مارييت في عام 1881 ، وتم تعيين جاستون ماسبيرو مديراً للمصلحة ، ليحصل أحمد كامل على وظيفة مترجم المصلحة بالدرجة الثالثة ثم مدرساً ثم ناظراً لمدرسة المتحف.

واكتشف العديد من السرقات في الأثار المصرية قام بها الفرنسيين ، من أهم المسروقات 93 بردية هامة ، ومسروقات ذهبية أخرى تم تهريبها إلى أسواق أوروبا في سبعينات القرن التاسع عشر.

ليصدر الخديوي توفيق قراراً بإرسال احمد كامل ومعه الألماني هنري بروجش إلى أوروبا من أجل البحث عن المسروقات وذلك في ديسمبر 1881 ، وتقديم من قام بهذه السرقات إلى العدالة.

تمكن أحمد كمال وبروجش من الوصول إلى عدد من اللصوص الإنجليز والفرنسيين الذين أدلوا بإعترافاتهم والتى مكنت البوليس المصرى من التعرف على المكان الذى سرقت منه وتبين أنه “خبيئة الدير البحري” الواقعة بالقرب من معبد القرنة بالأقصر.

فى عام 1890 ونظرا لبعض السرقات ولدواعى أمنية بذل أحمد كمال جهودا مضنية في عملية نقل آثار المتحف المصري من بولاق إلى متحف الجيزة وقام بتنظيمه وترتيبه رغم معارضة ماسبيرو الذى كان يرفض وجودا أمنيا مستحكما . وظل متحف الجيزة يعمل بكفاءة ، لكن بعد أن تكدست به التحف وأصبح غير قادر على إستيعاب المكتشفات الجديدة وهو ما سهل تعرض بعض تلك المقتنيات للنهب

وفى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى الذى بدأ فى 8 يناير 1892 أختير أحمد كمال عضواً بالمجمع اللغوي الذي أسسه نفر من المهتمين بقضايا اللغة العربية عام 1892، كما أختير عضوا شرفيا بالمعهد العلمي العربي بالشام ، وفى عام 1904 أنتخب أحمد كمال لعضوية المجمع العلمي المصري ، بعد أن تحقق له شهرة خارج حدود مصر في الأوساط الثقافية الأوروبية خاصة بعد أن نشر له العديد من المقالات في المجلات العلمية .

رحيله

Image may contain: 1 person

في أغسطس عام 1923 رحل عن عالمنا ، أحد رجال مصر الأوفياء الذين حاربوا الإحتلال الأجنبي الذي كان ليل نهار يضع يده على كنوز مصر القديمة.

وقالت مجلة “اللطائف المصورة” في عددها عام 1923 :

“مصر تفقد عالماً شهيراً بالأثار .. المغفور له أحمد باشا كامل”

تعليق واحد

  1. جزء من المعلومات المذكورة هنا هى التى اعتمد عليها المخرج الراحل شادى عبد السلام فى اخراج فيلمة يوم ان تحصى السنين والذى عرف باسم المومياء عام 1968 .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *