كشف الفنان أنور وجدي، عن الدور الذي لعبه، وكاد أن يحيله إلى المجلس العسكري يومًا ما.
وكتب “وجدي” في مجلة “الكواكب” يوم 13 يناير عام 1953 عن دور ظابط الجيش الذي لعبه في فيلم “قلبي دليلي”، وهو دور يعتز به كثيرًا.
وقال بأنه كان يرغب في تنفيذ بعض المناظر الاستعراضية عن الجيش، لأنه يعلم جيدًا دور الجنود والصفوف المرتبة المنتظمة والظباط الشوامخ من أثر طيب في نفوس الجماهير.
وأضاف بأن شرع في تنفيذ الفكرة، وقام بإرسال خطاب إلى وزارة الحربية، وأرسله ومضت أسابيع دون أن تصله موافقة، وفهم بأن ذلك رفض منهم.
ليقرأ في الصحف صباح أحد الأيام بأن الجيش سيقوم باستعراض عسكري كبير في ساحة عابدين لاحدى المناسبات، فقفزت في ذهنه فكرة صمم على تنفيذها بحذافيرها.
الفكرة المجنونة ذهب أنور وجدي في الموعد المحدد بالاستعراض العسكري، مرتديًا لبس ظابط في الجيش، وقام بوضع آلالات تصوير في سيارات وركب معه بعض المصورين والعمال والفنيين وانطلقوا نحو ساحة عابدين.
قاموا بترك السيارة في شارع جانبي، وتقدم أنور وجدي وهو مرفوع الرأس على هيئة رجل في الجيش، وبدأ يسير نحو ميدان عابدين بكل شموخ.
حرص وجدي على جذب القبعة العسكرية التي يرتديها إلى الأمام كي لا يعرفه أحد، وحرص أيضًا على عدم النظر في وجه أحد، فجأة وجد أحد مصوري ستوديو مصر جاء ليصور الاستعراض العسكري وكشفه ووقف يلتقط له بعض الصور لجريدة مصر الناطقة.
حاول أن يفهمه الموضوع، ولكنه ضحك واعتبر أن ما يقوم به “هزار”، ثم تركه ودخل إلى مدخل سراي عابدين، ليقترب منه ظابط ويسأله هل هو أنور وجدي ؟ أجابه الفنان بأنه هو بالفعل.
ليطالبه الظابط بالدخول من أجل مقابلة عبد اللطيف طلعت “باشا”، وكان على “وجدي” أن يطيع الأوامر.
دخل “وجدي” لغرفة عبد اللطيف “باشا” وصافحه، ليتحدث معه بشكل طويل عن سبب تنكره في زي ظابط جيش، ليؤكد له بانه كان يرغب في الحصول على تصريح من أجل عمل فني عن الجيش يرغب في تقديمه.
وأكد أنور وجدي لعبد اللطيف باشا بأن التصريح أمر سهل وبسيط لأنه سبق وأن حصل عليه من قبل، ليأتي رد قوي صارم من خلف قائلاً : “وأنت مالك يا أفندي بالتصريحات ؟ مش شغلك تتدخل في تصريحات التصوير .. ده اختصاصنا احنا” ، وكان هذا الشخص هو محمد حيدر.
رد عليه “وجدي” : “أيوه أنا فاهم يا فندم”، ليرد مرة أخرى “حيدر” : “طالما أنت فاهم، اتفضل روح شوف شغلك”، ليفنجر عبد اللطيف باشا من الضحك بسبب هذا الموقف.
حتى طالب “عبد اللطيف” من “حيدر” بالإنتظار قليلا ليعرفه على الشخصية التي جاءت لطلب التصاريح قائلا : ” يا حيدر باشا ده الأستاذ أنور وجدي الممثل”.
ليتنفس “وجدي” الصعداء بعد رد “حيدر” والذي قال : “طيب مش تقول يا أخي”.
واختتم النجم الكبير حديثه بأنه بدأ في بلع ريقه بعد جفاف، وسارت الأمور طبيعية بعد التعارف،