نشرت صحيفة “الأخبار” في عددها يوم 12 ديسمبر عام 1958 عن قصة رحيل نجيب الهلالي وزير المعارف وأخر رئيس وزراء في العصر الملكي قبل قيام ثورة يوليو.
وقالت الصحيفة بأن الهلالي كان متزوجاً من إبنة عمه وعاش معها 36 سنة ، كان له ولد وإبنة منها قبل وفاتها بأسبوع كانت تجلس معه في الغرفة وذهبت لتتوضأ كي تصلي ، سقطت على الأرض وهي في طريقها للوضوء.
قام رئيس وزراء مصر من مكانه مسرعاً وذهب إليها ليكتشف أنها توفت ، وقال لها باكياً منهاراً : “ياريتني مت قبلك”.
شيعت جنازة زوجة أخر رئيس وزراء في العصر الملكي ، ووقف الهلالي يستقبل العزاء وبعد إنتهاء المراسم أصيب بذبحة صدرية ليقوم زوج إبنته بإستدعاء الأطباء الذين طالبوه بعدم الحركة وجلبوا له سرير طبي خاص.
يوم وفاته
أشارت الصحيفة بأنه حالته كانت طبيعية ، كان يقرأ القضايا والصحف وتناول إفطار خفيف ثم تناول الغداء واستقبل الزوار وعندما كانت تأتي سيرة زوجته كان يبكي.
رحل الزوار ، وطلب الهلالي من زوج إبنته إحضار كتاب من مكتبه ، أحضرله له وعاد إليه وقام بمد يده كي يناوله الكتاب ولكن نبضه قد توقف ورحل بعد أيام قليلة من وفاة زوجته.
السيرة الذاتية لنجيب الهلالي
أحمد نجيب الهلالي باشا، هو أخر رؤساء الوزارة في عصر الملكية بمصر، قبيل ثورة الثالث والعشرون من يوليو والتي نحتفل بذكراها الثالثة والستين اليوم، وهو صاحب الوزارة التي لم تستمر سوى، 18 ساعة فقط، بالإضافة إلى أنه طبق “مجانية التعليم” التي نادى بها الراحل طه حسين،
ولد الهلالي باشا، في عام 1891 بأسيوط، وأتم مرحلة التعليم الثانوي ثم درس القانون في القاهرة، وعمل مدرسا بمدرسة الحقوق عام 1923، وانضم لحزب الوفد، حيث تقلد وزارة المعارف فى عامى 1937 و 1946، وتولى رئاسة الوزارة لأول مرة خلفا لعلى ماهر فى اول مارس 1952 ، واستقال فى 29 يونيه، وفى 22 يوليه 1952 شكل وزارته الاخيرة التى عاشت يوما واحدا بسبب قيام الثورة.