علاقة اليونانيين بالمصريين قديمة للغاية ، ففي القرن الخامس قبل الميلاد زار المؤرخ اليوناني هيرودوت مصر ، وبنى الاسكندر المقدوني المدينة التي كان تحمل اسمه لتصبح عاصمة لمملكته.

وزادت العلاقة بين اليونانيين ومصر في عهد محمد علي باشا ، واندمجوا مع الشعب المصري ، فمنهم من بنى المدارس وبعض الشركات ومنهم من رفض الرحيل عن مصر وأصروا على أن يدفنوا فيها.

المواطن اليوناني ميخالي فرانجاكي .. وقصة طريفة

كان يعيش ميخالي في مدينة الاسكندرية في الثلاثينيات ، في أخر يوم من شهر شعبان جلس مع صديقه المصري مصطفى عبد الغني الذي يعمل في شركة النور.

ليقول له “ميخالي” في الوقت الحالي عاطل عن العمل ويبحث عن وظيفة لأنه لا يملك أي أموال كي يأكل ، ليجد له مصطفى حل سريع وهو العمل كمسحراتي في ليلة أول يوم من رمضان.

ليبدى اليوناني استغرابه من هذا الحل ، وخاصة أنه يوناني ولهجته العربية تدل على جنسيته.

ليطالبه مصطفى بترديد عبارة قصيرة فقط لإيقاظ المسلمين لتناول طعام السحور قبل أذان الفجر ، والعبارة كانت : “اصحى يا نايم وحد الدايم” ، وأن ينطق حرف الحاء بدلاً من الخاء.

ووافق “ميخالي” على هذا العرض سريعاً ، وبدأ يتجول في شوارع الاسكندرية حاملاً الطبلة والعصا ، ولكنه تعرض لموقف طريف فقد نسي الجملة التي قالها له مصطفى كي يوقظ بها المسلمين لتناول السحور.

ليفاجئ الناس بشخص غريب يغني في الشوارع قبل آذان الفجر يطالبهم بالاستيقاظ للسحور ، وقال لهم : “خلاص صخيتم ؟ .. يالا كلوا سلام عليكم”.

رحل “ميخالي” بعد أداء مهمته ، ولكن الأهالي نزلوا من بيوتهم وذهبوا وراءه ليسألوه عن قصته ويشكروه على مجهوده في ايقاظ الناس للسحور.

وقام صاحب تجارة كبيرة في الاسكندرية بدعوته للعمل معه ابتداء من أول يوم في شهر رمضان المبارك.